جوجل بلس .. عندما يصبح جوجل تابعاً وليس متبوعاً

جوجل بلس .. عندما يصبح جوجل تابعاً وليس متبوعاً

لم أضبط نفسي غير متحمس لأي من مشروعات جوجل التي تملأ فضاء الانترنت طولاً وعرضاً ، مثلما هي الحالة مع شبكة جوجل الاجتماعية : جوجل بلس . جوجل بلس التي ولدت من رحم الرغبة في ايقاف زحف شبكة اجتماعية أخ

 

لم أضبط نفسي غير متحمس لأي من مشروعات جوجل التي تملأ فضاء الانترنت طولاً وعرضاً ، مثلما هي الحالة مع شبكة جوجل الاجتماعية : جوجل بلس . جوجل بلس التي ولدت من رحم الرغبة في ايقاف زحف شبكة اجتماعية أخرى ، هي الفيس بوك ، لم تستطيع حتى أن تثير شهيتي في الكتابة عنها بهذا الفيض الذي ربما تناله منتجات اخرى أقل شهرة من جوجل . استطيع الان وبعد انضمامي للشبكة منذ اطلاقها في الايام الاخيرة من يونيو الماضي أن أقول وبكل صدق أن جوجل ربما وللمرة الاولى في تاريخها تتعامل في جوجل بلس بمنطق التابع ، و بنظرية رد الفعل ، على عكس كل تلك الاعمال التي نالت فيها جوجل الريادة ، حتى ولو كانت أفكار قديمة . جوجل بلس وبكل وضوح ودون مواربة ليس سوى مشروع تسعى جوجل من خلاله الى “ضرب” شعبية الفيس بوك لو صح التعبير ، كما تسعى من خلاله الى تقليص الفارق “الرهيب” الذي بدا انه يتسع تدريجيا ، في عدد الصفحات المعروضة ، وحجم الاستحواذ على الاعلانات في الفيس بوك ، بالمقارنة بأي موقع أخر على شبكة الانترنت ، بما فيها مواقع جوجل نفسها . بإختصار الأمر يبدو وكأنه صراع تجاري ، له شقّ نفسي ، حيث وجدت جوجل أن استمرار سحب البساط من تحت قدميها ، كشركة مهيمنة على شبكة الانترنت ، قد بدأ بالفعل ، فجاء جوجل بلس . ولعل أبرز أخطاء جوجل ، خلال المرحلة السابقة ، في ادارتها لجوجل بلس ، هو إيمانها المطلق أن الأمر لا يتعدى كونه معادلات رقمية ، فبات جوجل في هذه الجزئية أشبة ببعض عقليات الويب ماسترز العربي ، الذين يسعدون كثيرا وجداً بعدد المسجلين في منتدياتهم ، دون النظر لحجم الاضافة الفعلية لكل هؤلاء المنضمين الجدد . فعندما أنظر الى أخر قرارين لجوجل فيما يتعلق بجوجل بلس ، الاول الخاص بربط إنشاء حسابات جوجل بحتمية الاشتراك في بلس، و الثاني المتعلق بخفض سن الاشتراك في الشبكة ، لا يمكننى وقتها الا التأكد من أن جوجل يقلقها كثيراً وجداً كل هذه الزيادات في أرقام أعضاء الفيس بوك التي وصلت الى 800 مليون دفعة واحدة ، وترغب في تقليص هذا الفارق الرقمي في أسرع وقت ، دون الالتفات الى أي شيء أخر . لست من هواة الفيس بوك بصورة عامة ، ولكن لا يمكنني أن أنكر انه قاد ثورة الشبكات الاجتماعية الجديدة بنجاح ساحق ، وأكاد أجزم أن محاولات جوجل لزعزعة مكانته ، ستذهب أدراج الريح ، خصوصا بعد أن تجمّدت أفكار جوجل عند خانة رفع أعداد المستخدمين ،دون أي إضافة حقيقة ملموسة لفكرة وفلسفة الشبكات الاجتماعية . سر نجاح الفيس بوك هو امتلاك ادارته لخريطة طريق حقيقة ، وخطة بالغة الدقة تنفذ في نقاط زمنية محددة ، فلا يمكن أن تشعر انهم مجرد رد فعل ، على عكس جوجل بلس الذي أشعر أحيانا انه يحتاج الى خريطة طريق حتى للتعامل معه ، على الرغم من كل هذا الجهد الذي تبذله جوجل لتسخير كل خدماتها المختلفة في التسويق له.
جوجلبلسعندمايصبح